الشهيد أبو بكر … أتقن “التخفي” واختار مصيره بنفسه

تفاصيل جديدة كشفها الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا، عن العملية النوعية التي نفذها الشهيد كامل محمود أبو بكر (27 عاما) من بلدة “رمانة” غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وسط مدينة “تل أبيب” في الداخل المحتل، مساء السبت الماضي.

 

 

 

وبحسب القناة /13/ العبرية، فقد “تمكن أبو بكر – والذي يلقب بين رفاقه أبو دجانة – من التخفي عن عيون الاحتلال وأجهزة رصده على الأرض لنحو عامين تقريبا، وفي النهاية، اختار مصيره بنفسه، مفضّلا المواجهة على انتظار الموت، فاقتحم منطقة تعد الأكثر اكتظاظا بالشرطة الإسرائيلية، وجال فيها لنحو عدة ساعات، قبل أن يختار هدفه، ويستهدفه بالرصاص، ما أسفر عن مقتل شرطي إسرائيلي، وأصاب اثنين آخرين قبل أن يقتل”.

 

 

 

التحقيقات التي أجرتها السلطات الإسرائيلية أظهرت، بحسب المصدر ذاته، أن كامل أبو بكر تمكن من الدخول للمناطق المحتلة عام 48 من ثغرة في خط التماس مع قرية “رمانة” في جنين مسقط رأسه، صباح اليوم الذي نفذ فيه عمليته، وفي غضون ساعة ونصف كان داخل “تل أبيب”، حاملا على كتفه حقيبة بداخلها مسدسه الذي نفذ به العملية، ونسخة من القرآن الكريم، ووصية تتعلق باستشهاده.

 

 

 

يقول أحد أصدقاء الشهيد – الذي رفض ذكر اسمه – لمراسل “قدس برس” إن أبا بكر “كان معروفا بإقدامه وشجاعته، فلم يتأخر عن التصدي لأي اقتحام للاحتلال الإسرائيلي… وهو ما أكسبه محبة واحترام المقاومين، كما أنه كان بعيدا كليا عن الظهور الإعلامي، ونادرا ما كان يشاهد حاملا سلاحه دون لثام، وهذا أيضا أكسبه احترام أبناء المخيم”.

 

 

 

وتابع “حينما كان يشارك في جنازات الشهداء كان لا يحمل سلاحه، وينصهر بين الجموع بلباسه المدني، حتى يصعب التعرف عليه”.

 

 

 

وكان محمود أبو بكر، والد الشهيد، أوضح لمراسلنا، إن ابنه كامل كان منقطعا عن التواصل مع أفراد عائلته منذ أكثر من ستة أشهر، لخوفه عليهم، وتحسبا من ترقب الاحتلال لتحركاتهم واتصالاتهم.

 

 

 

ولفت إلى أنهم (عائلته) حاولوا اللقاء به أكثر من مرة خلال فترة مطاردته، لكنهم لم ينجحوا في ذلك، ولم يتمكن أي من أقاربه اللقاء به.

 

 

 

ولفت إلى أن ما ساعد الشهيد في التخفي عن الاحتلال طوال فترة مطاردته، أنه لم يكن يحمل هاتفاً خليويا، ولا يتعامل مع منصات التواصل الاجتماعي.

 

 

 

وحول صفاته أشار إلى أنه “كان ملتزما بالصلاة، ومتدينا وقليل الكلام، لكنه إن تحدث أبهر المستمعين برصانة رأيه وصوابيته” وفق قوله.

 

 

 

والشهيد أبو بكر، كان طالبا في سنته الدراسية الأخيرة في كلية الحقوق في الجامعة الأمريكية بجنين، وكان من المفترض أن يتخرج هذا الفصل، لكن مطاردته من الاحتلال حرمته من تحقيق حلمه بأن يكون محاميا.

 

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، بلدة “رمانة” مسقط رأس الشهيد، وداهمت منزله وأخذت قياساته تمهيدا لهدمه.

 

 

 

ويعلق الأب عن نية الاحتلال هدم المنزل قائلا “ما فائدة الحجارة بعد استشهاد كامل. فأنا لا أبدل إصبعه الصغير بملايين الدنيا، لكنه هو من اختار طريقه”.

 

 

 

وبحسب رأي والد الشهيد، فإن الاحتلال كان معنيا بقتله، قائلا “هل شاهدت كيف قيدوه وهو مصاب وينزف؟… فقد كميات كبيرة من الدماء حتى فارق الحياة، هم أرادوا قتله، وفعلوا ذلك أمام الكاميرات كلها دون أي رادع”.

 

 

 

وبعد استشهاده تداولت حسابات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو خاصة له، وهو يتحدث عن مقاومته للاحتلال وإصراره على المواجهة، بالإضافة لوصية كتبها بخط يده، أكد فيها أنه لا ينتمي إلى أي فصيل أو تنظيم، وأنه ينتمي فقط للإسلام، وأوصى بعدم إقامة تأبين له أو إقامة قبر بشاهد، أو حتى الصلاة عليه؛ لأن الشهيد لا يصلى عليه، حسب ما جاء في وصيته.

 

 

 

وقد أثار أبو بكر حالة من الجدل في الأوساط الإسرائيلية خاصة أنه تمكن من الوصول لـ”تل أبيب” في ظل أن اسمه مدرج ضمن قوائم المطلوبين للأمن الإسرائيلي، وهو ما فتح الباب واسعاً أمام الإجراءات الأمنية التي تتبعها سلطات الاحتلال في تأمين المدن المحتلة.

 

 

 

Source: Quds Press International News Agency