يشهد المسجد الأقصى المبارك منذ صباح اليوم الأحد تصعيدًا خطيرًا في وتيرة وعدد الاقتحامات من قبل الجماعات الاستيطانية المتطرفة، تزامنًا مع ما يُعرف تلموديا بـ”ذكرى خراب الهيكل”، والتي تُعد من أخطر المناسبات التهويدية التي تُستغل لاستهداف المسجد الأقصى وفرض وقائع جديدة فيه.
اقتحامات واسعة وإقامة طقوس تلمودية علنية
منذ ساعات الصباح، اقتحم 3 آلاف و22 مستوطنًا يهوديًا باحات المسجد الأقصى، محققين رقمًا قياسيًا جديدًا في عدد المقتحمين خلال الفترة الصباحية، مقارنة بـ 3 آلاف العام الماضي، و ألفان و 200 في عامي 2022 و2023.
ويُتوقع أن يتجاوز عدد المقتحمين حاجز 5 آلاف مستوطن مع تبقي أكثر من ساعة ونصف بعد صلاة الظهر، وهو الرقم الذي لطالما سعت جماعات “الهيكل” المتطرفة إلى تحقيقه منذ عام 2017.
وقد أدى المقتحمون ما يُعرف بـ”صلاة الشماع” التوراتية بشكل جماعي في الساحة الجنوبية الشرقية للأقصى، الواقعة فوق المصلى المرواني مباشرة. وتُعدّ هذه الصلاة الافتتاحية للنصوص التوراتية، ومأخوذة من سفر التثنية:
“اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ”.
وأوضحت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أنّ المقتحمين أدّوا طقوسًا تلمودية، بالإضافة إلى رقصات جماعية وصراخٍ عمّ أرجاء المسجد، في تجاوز فاضح للوضع القائم التاريخي والقانوني في الحرم القدسي الشريف.
مسيرات استفزازية بقيادة بن غفير
وقاد وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال، المتطرف إيتمار بن غفير، صباح اليوم مسيرة استفزازية في محيط المسجد الأقصى، برفقة عضو “الكنيست” عن حزب “الليكود” عميت هاليفي. كما قاد بن غفير مسيرة ليلية مماثلة إلى البلدة القديمة في القدس المحتلة ليلة الأحد.
ويأتي هذا التصعيد تحت غطاء كامل من حكومة الاحتلال، حيث كان بن غفير قد أصدر سابقًا تعليماته للشرطة الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين بالغناء والرقص داخل باحات الأقصى، في ما يُعدّ خطوة تمهيدية لفرض “وقائع جديدة” على الأرض، كما صرّح علنًا في اقتحام سابق خلال أيار الماضي بأنّ “الصلاة والسجود أصبحت ممكنة في جبل الهيكل”، في مخالفة واضحة وصريحة للوضع القائم.
تحذيرات وبيئة تحريضية غير مسبوقة
وأشارت محافظة القدس إلى أن ذكرى “خراب الهيكل” هذا العام تُعدّ من أخطر التهديدات التي تواجه المسجد الأقصى، في ظل تحريض علني وتصعيد غير مسبوق من قبل جماعات “الهيكل”، التي دعت إلى ما أسمته “يوم الاقتحام الأكبر” في 3 آب/ أغسطس، بهدف كسر الخطوط الحمراء الدينية والقانونية، مستفيدة من التواطؤ الرسمي مع أجنداتها المتطرفة.
ويُذكر أن ذكرى “خراب الهيكل” لطالما ارتبطت بتفجر هبّات شعبية فلسطينية، أبرزها “ثورة البراق” عام 1929، والتي جاءت ردًا على محاولات تهويد المسجد الأقصى وحائط البراق.
SOURCE: QUDS PRESS INTERNATIONAL NEWS AGENCY