Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

السفر من فلسطين إلى الأردن.. صنوف من الاستغلال والعذاب

 يشهد معبر “الكرامة” الحدودي بين فلسطين المحتلة والأردن (معبر جسر الملك حسين من الجانب الأردني، ومعبر “اللنبي” من جانب الاحتلال) أزمة متفاقمة تتعلق بسفر الفلسطينيين من وإلى الأردن، حيث يُعد هذا المعبر المنفذ البري الوحيد لسكان مناطق السلطة الفلسطينية باتجاه الأردن، ومنه إلى بقية أنحاء العالم.

وترجع الأزمة إلى عدة أسباب، أبرزها السياسات الإسرائيلية التي تقيّد حركة المسافرين، إلى جانب تقليص ساعات العمل، وتكدّس المسافرين بشكل كبير، خاصة خلال الفترة التي تزامنت مع اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، وبداية موسم الصيف، وبدء تطبيق سياسة “الحجز المسبق”. وقد حولت هذه الظروف المسافرين إلى هدف سهل للاستغلال، سواء من قبل سماسرة السوق السوداء أو بسبب تعقيدات الأنظمة الجديدة.

يشير التاجر محمد المصري من مدينة نابلس، والذي يضطر إلى السفر باستمرار للأردن لأسباب تتعلق بعمله، إلى أن “المسافر من نقطة العبور الأردنية إلى النقطة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وأثناء ركوبه الحافلة، قد يحتاج إلى ما بين ساعتين ونصف إلى ثلاث ساعات في بعض الأحيان، رغم أن المسافة لا تستغرق فعليًا أكثر من 15 دقيقة”.

وأكد أن “الأزمة مصدرها الجانب الإسرائيلي، وبيده الحل، لكن الإشكالية تكمن فيمن يجد في الأزمة التي يخلقها الاحتلال مصدرًا للتكسب والتربح، بدلًا من أن يعمل على تسهيل عبور الناس ومساعدتهم”.

وكشف المصري، في حديثه لمراسلة “قدس برس”، أن المنطقة المعروفة باسم منطقة احتجاز الحافلات بين الجسرين “تُستغل في عمليات بيع وشراء الركاب، لنقلهم إلى حافلة متقدمة في الدور باتجاه المعبر الخاضع للسيطرة الإسرائيلية”.

من جانبها، تسرد الناشطة الفلسطينية رنا أبو فرحة جوانب من معاناة المسافرين عبر الجسر، قائلة: “أزمة الجسر لم تُحَل بعد، ولا أعتقد أن الخطوات التي اتخذها الجانب الأردني كافية للتخفيف من حدة الأزمة. فالحل الجذري والأساسي هو الضغط على الاحتلال لزيادة ساعات عمل المعبر وإعادة فتحه أيام السبت”.

وأضافت: “على الجانبين الفلسطيني والأردني اتخاذ خطوات ضاغطة، وإشراك جهات دولية للضغط على الجانب الإسرائيلي لتمديد ساعات العمل”.

وتابعت: “أما الإجراءات الأخرى التي تثقل كاهل المسافرين، فقد بدأ الجانب الأردني ببعض الخطوات للتخفيف منها، لكنها تظل غير كافية حتى الآن”.

أما الإعلامي والناقد رومل السيوطي، فينقل تجارب عديدة تلقاها من مسافرين عبر معبر “الكرامة”، قائلًا: “معبر الكرامة، لا يمت لاسمه بصلة! فقد كلمني أحد العالقين هاتفيًا وهو يصرخ: ما هذا العار؟ ما هذا الذل؟ نساء وأطفال ومسنون عالقون منذ أيام!”.

ويضيف: “المئات، إن لم يكن الآلاف، عاجزون عن العودة بسبب نفاد التذاكر وبيعها بأسعار خيالية في السوق السوداء. وقد أخبرني العديد من الناس أن سعر التذكرة بلغ ما بين 70 إلى 100 دينار، بينما السعر الحقيقي لا يتجاوز 7 دنانير أردنية”.

وفي مقال كتبته الفلسطينية سناء أبو عوادة، انتقدت السوق السوداء التي انتشرت لبيع تذاكر شركة النقل الأردنية، والتي تُعرض من خلال منصة الحجز المسبق التي أُنشئت لتنظيم السفر، لكنها تحولت إلى مصدر إضافي لمعاناة الفلسطينيين.

وأوضحت في مقالها: “هناك من يشتري التذكرة بالسعر الرسمي (7 دنانير)، ثم يبيعها بعشرات الأضعاف (50 – 70 دينارًا) لمن لم يسجّل مسبقًا، في ظل غياب رقابة حقيقية أو حلول عادلة”.

يقع معبر “الكرامة” إلى الشرق من مدينة أريحا، ويُعرف فلسطينيًا باسم “معبر الكرامة”، وأردنيًا بـ”جسر الملك حسين”، وإسرائيليًا بـ”اللنبي”. ويُعد المعبر البري الوحيد الذي يربط الفلسطينيين في الضفة الغربية بالعالم الخارجي، عبر الأراضي الأردنية.

ويُدار المعبر مدنيًا من قبل هيئة المعابر والحدود التابعة للسلطة الفلسطينية، بينما تُشرف السلطات الأردنية على تنظيم العبور من الجهة الشرقية. في المقابل، تحتفظ إسرائيل بسيطرتها الأمنية الكاملة على المعبر.

وكان المعبر قد شهد، خلال الشهر الماضي، أزمة خانقة تزامنت مع بدء عطلة الصيف، وعودة حجاج بيت الله الحرام، بالإضافة إلى اندلاع الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، والتي أسهمت في تقليص ساعات العمل. ونتيجة لذلك، أعلنت الجهات الأردنية عن تنظيم عودة المسافرين الفلسطينيين عبر نظام التذاكر المسبق من خلال شركة “جت” الأردنية.

وفي بيان رسمي، أعلنت السلطات الأردنية عن إطلاق نظام إلكتروني جديد لحجز عبور المسافرين عبر جسر الملك حسين، ليصبح الحجز المسبق الإلكتروني الوسيلة الوحيدة المعتمدة اعتبارًا من يوم الأحد الموافق “23 حزيران الجاري”، وذلك بالتنسيق بين شركة “جت” ووزارة الداخلية الأردنية.

SOURCE: QUDS PRESS INTERNATIONAL NEWS AGENCY