Search
Close this search box.

ردود فلسطينية على عملية الاحتلال في سوريا: تكتيك للهروب من الفشل

في ظلّ تفاقم أزماته السياسية وفشله العسكري المستمر، يحاول كيان الاحتلال الصهيوني تصدير أزمته الداخلية إلى الخارج، بافتعال ما يسميه “إنجازات أمنية”، أبرزها ما أعلن عنه مؤخرًا من عملية أمنية في منطقة بيت جن السورية واعتقال اثنين من عناصر حركة حماس، وهي رواية شكّكت فيها الفصائل الفلسطينية بقوة، معتبرةً أنها جزء من مشروع تضليلي وتصفوي إقليمي، هدفه إشغال الرأي العام وتصدير الأزمة.

الجهاد الإسلامي: نتنياهو يبحث عن أي نصر وهمي

وقال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي”، يوسف موسى(أبو سامر)، إن “إعلان الاحتلال عن عملية أمنية في سوريا يأتي في ظل أزمة سياسية خانقة يعيشها الكيان، إلى جانب الإخفاق العسكري في الميدان، وفشل كل وسائل الضغط الصهيونية المدعومة دوليًا”.

وأكد موسى في تصريح خاص لـ”قدس برس” أن “حكومة الاحتلال تحاول عبر هذه العمليات استعادة بعض ماء الوجه، بعد سقوط الرواية الصهيونية أمام الرأي العام الدولي، خصوصًا لدى الشعوب الأوروبية، في وقت يظهر فيه صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته في غزة والضفة”.

وأشار إلى أن “العملية في بيت جن تفتقر للمصداقية، لا سيما أن حركة حماس لم تعلن عن اعتقال أي من عناصرها، ما يُضعف رواية الاحتلال ويؤكد أنها تفتقر للدقة”.

وأضاف أن “لهذا العدوان أبعادًا سياسية وأمنية، أهمها محاولة نتنياهو الادعاء بأن جهوده أثمرت انتصارًا، من خلال استباحة الأراضي السورية، وتصوير سوريا على أنها جزء من مشروع التطبيع والسلام، الذي تقوده الإدارة الأميركية بدعم من بعض الأنظمة العربية”.

وحذر من أن “استمرار الاختراق الصهيوني للأراضي السورية وتكرار القصف دون ردع دولي، يرسل رسائل واضحة لدول المنطقة بضرورة الخضوع لما يُسمى بـ”السلام الإبراهيمي” والتوجهات الأميركية، مؤكدًا أن كل من لا يخضع لتلك التوجهات يتعرض لضغوط وتهديدات تصل حدّ التحضير لحرب قادمة”.

وأكد أن “الكيان الصهيوني، منذ تأسيسه، لم يتوقف يومًا عن ملاحقة واغتيال رموز المقاومة، سواء داخل فلسطين أو خارجها، مستذكرًا اغتيال الشهيد فتحي الشقاقي في مالطا، ومحاولات اغتيال قادة في طهران، وتونس، وسوريا، وحتى حلفاء محتملين مثل الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي، في حادثة يحيطها الغموض والشكوك حول تورط الموساد”.

وشدد على أن “سياسة التصفية والاغتيالات تمثل جوهر السلوك الصهيوني، ولا تراعي أي قوانين أو سيادات وطنية، مؤكّدًا أن هذه الممارسات لم تتوقف يومًا طالما توفّر الهدف”.

كما أشار إلى أن “الحماية الأميركية المطلقة للكيان تجعل من الاحتلال أداة أساسية في تنفيذ السياسات الأميركية في المنطقة، فيما تحوّلت بعض الأنظمة العربية إلى مجرد أدوات وظيفية، عبر صمتها على المجازر”.

ودعا إلى “موقف عربي موحد يحمي السيادة العربية، منتقدًا محاولات بعض الدول احتضان سوريا مقابل عدم اتخاذ مواقف فعلية تردع الاعتداءات الصهيونية المتكررة”.

“الجبهة الديمقراطية”: الاحتلال يعاني من فشل ويبحث عن تغطية إعلامية

من جهته، أكد القيادي في “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، فؤاد عثمان، أن “العملية الأمنية المزعومة في سوريا تشكل اعتداءً سافرًا على السيادة السورية، وامتدادًا لسلوك الاحتلال العدواني منذ بداية الحرب على غزة”.

وقال عثمان في تصريح خاص لـ”قدس برس” إن “الاحتلال، ومنذ اليوم الأول لعملية “طوفان الأقصى”، وضع أهدافًا محددة تشمل إنهاء المقاومة، وتهجير السكان، وإطلاق سراح الأسرى، لكنه فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أي من هذه الأهداف”.

وأشار إلى أن “ما تحقق فقط هو ارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال وتدمير المنازل، فيما ظلّت المقاومة صامدة، ما دفع حكومة نتنياهو إلى البحث عن إنجازات شكلية لتضليل الرأي العام الصهيوني”.

وأكد أن “الاحتلال لا يتردد في خرق سيادة الدول، سواء في الدول العربية أو حتى الأوروبية، عبر عمليات اغتيال ممنهجة، دون احترام للقوانين أو الأعراف الدولية”.

وشدد على أن “هذه السياسة لن تتوقف إلا بردع حقيقي، داعيًا الدول العربية إلى اتخاذ موقz واضح وحاسم عبر جامعة الدول العربية، للجم الاحتلال ووقف عدوانه على سيادة الدول، وجرائمه المستمرة في غزة والضفة والقدس”.

“فتح الانتفاضة”: الاحتلال ينفذ مشروع توسّعي

بدوره، وصف عبد المجيد شديد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح – الانتفاضة، العدوان على الأراضي السورية بأنه خرق فاضح للسيادة، مؤكدًا أن الاحتلال دائمًا ما يروّج الأكاذيب لتبرير جرائمه.

وقال شديد في تصريح خاص لـ”قدس برس” إن “الاحتلال ما زال يقتل ويعتقل من أبناء الشعب السوري دون مبرر، مشيرًا إلى وجود مخطط توسّعي صهيوني يستهدف الدول المحيطة بفلسطين”.

وأوضح أن “الاحتلال يسيطر على أجزاء واسعة من سوريا منذ أشهر، ويحاول عبر هذه الاعتداءات إعادة ترميم صورته المهشّمة بعد فشله في غزة، مستغلًا صمت الأنظمة العربية”.

وأشار إلى أن “الاحتلال الصهيوني لطالما مارس سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة في الداخل والخارج، لكنه مؤخرًا صعّد وتيرة هذه السياسة، مستفيدًا من الدعم المطلق الذي يتلقاه من الولايات المتحدة، التي وصفها بـ”الشيطان الأكبر”.

وأكد أن “هذه السياسة فشلت في كسر إرادة المقاومة، بل زادت من تماسكها، مشيرًا إلى أن كل قائد يتم اغتياله، ينبثق من بعده عشرات القادة الجدد، حاملين نفس العقيدة والإصرار”.

وختم بدعوة الأنظمة العربية إلى “كسر حاجز الصمت، واتخاذ موقف حازم يحول دون استكمال الاحتلال مشروعه التوسعي، الذي لا يقتصر على تهجير الفلسطينيين فقط، بل يشمل السيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي العربية، في إطار ما يسمى بـ”الدولة اليهودية الكبرى”.

ومنذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، يواجه الاحتلال الإسرائيلي إخفاقًا استراتيجيًا مزدوجًا: عسكريًا في غزة والضفة، حيث فشل في كسر إرادة المقاومة أو تهجير سكان القطاع، وسياسيًا، مع تراجع تعاطف الرأي العام الغربي، خصوصًا الأوروبي، أمام مشاهد المجازر اليومية بحق النساء والأطفال.

وترافقت هذه الإخفاقات مع أزمة داخلية متفاقمة لحكومة نتنياهو، التي باتت تبحث عن أي مكسب إعلامي يعيد لها بعضًا من ماء الوجه، حتى لو جاء عبر عمليات عسكرية خارج الحدود أو اغتيالات ممنهجة في أراضي دول ذات سيادة، كما هو الحال في سوريا.

SOURCE: QUDS PRESS INTERNATIONAL NEWS AGENCY