شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ فجر اليوم الإثنين، سلسلة من الاعتداءات المتزامنة في القدس والضفة الغربية، شملت اقتحامات لأحياء سكنية ومدارس، واعتقالات واسعة، وتجريف أراضٍ زراعية، وسط تصاعد في وتيرة التضييق على الفلسطينيين وحماية المستوطنين.
اقتحامات في القدس: “الشيخ جراح” و”سلوان” تحت الحصار
في القدس المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال حي الشيخ جراح شمال البلدة القديمة، بمرافقة مجموعات من المستوطنين، فيما داهمت طواقم بلدية الاحتلال بلدة “سلوان” جنوب المسجد الأقصى، ونفذت عمليات تفتيش ومضايقة بحق السكان، وسط انتشار أمني مكثف.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب سعيد مصطفى داوود من بلدة “بيت دقو” شمال غرب القدس، بعد اقتحام منزله والعبث بمحتوياته، كما اعتقلت الشاب حمزة شاهين من حي “أم الشرايط” بمدينة البيرة، في إطار حملة اعتقالات شملت مناطق متفرقة من الضفة.
اقتحام مدرسة “التحدي” في طوباس وسرقة خزانات مياه
وفي خربة “ابزيق” شمال طوباس، اقتحم مستوطنون بحماية جيش الاحتلال مدرسة التحدي، وهددوا طواقمها بالرحيل الفوري، وفق ما أفاد به رئيس مجلس قروي ابزيق عبد المجيد خضيرات. كما أقدم المستوطنون على سرقة خزانات مياه تعود للفلسطيني نبيل أحمد صوافطة. وتعد هذه الحادثة امتدادًا لسلسلة اقتحامات متكررة للمدرسة في الأسابيع الأخيرة.
تجريف أراضٍ في الخليل وبيت أمر
في محافظة الخليل، داهمت قوات الاحتلال منطقة “بئر عكة” شمال غرب المدينة، وجرفت نحو 70 دونمًا من الأراضي الزراعية والسلاسل الحجرية، تعود لعائلات الزغير، القواسمة، واقنيبي. كما اقتحمت أراضي مزروعة بأشجار العنب قرب “بيت البركة” شمالًا، وجرفت أراضٍ تعود للفلسطينيين سهيل محمد حسين بريغيث وأكرم جبرا عوض، بحسب الناشط الإعلامي محمد عوض.
اعتقالات واسعة في طوباس، نابلس، قلقيلية، ورام الله
تواصلت حملة الاعتقالات الإسرائيلية في عدة مناطق، حيث اعتقل جيش الاحتلال:
– الشاب حمزة برهان دراغمة (23 عامًا) من مدينة طوباس.
– ثلاثة فلسطينيين من نابلس: أحمد شبيطة من حي المخفية، عمر أبو صالحة من رفيديا، ويامن بهاء اشتيوي من بيت إيبا.
– أربعة شبان من قرية “اماتين” شرق قلقيلية: زيد أحمد بري، جواد صوان، أويس جواد صوان، وأحمد كمال صوان.
– أربعة فلسطينيين من محافظة رام الله والبيرة: نزيه لدادوة ونجله خالد من المزرعة الغربية، أسامة شريف الشعيبي من دير غسانة، إضافة إلى حمزة شاهين من حي أم الشرايط بالبيرة.
كما احتجزت قوات الاحتلال أكثر من 15 فلسطينيًا في قرية “المغير” شمال شرق رام الله، وأخضعتهم لتحقيق ميداني خلال حملة مداهمة واسعة.
إغلاق بوابة “عطارة” وحاجز قرب “النبي صالح”
في شمال رام الله، أغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية عند مدخل عطارة، ما اضطر الفلسطينيين لسلك طرق بديلة طويلة. كما نصبت حاجزًا قرب مستوطنة “حلميش” المقامة على أراضي النبي صالح، وأوقفت المركبات ودققت في هويات ركابها، ما أعاق حركة المرور.
وبحسب تقرير صادر عن “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” (مستقلة)، بلغ عدد الحواجز العسكرية والبوابات الحديدية في الضفة الغربية 910 حاجزًا وبوابة، منها 83 بوابة نُصبت منذ بداية عام 2025، و247 بوابة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
اقتحامات إضافية في بيت لحم ونابلس
في بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال قرية العساكرة، وتمركزت في عدد من أحيائها، وداهمت منزل الفلسطيني سليم عساكرة وفتشته دون تسجيل اعتقالات.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال قرية “اللبن الشرقية”، وتمركزت في حارة “القناطر”، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الفلسطينيين في حارة البيادر، ما أدى إلى حالات اختناق وذعر بين السكان.
وتصعد قوات الاحتلال من جرائمها واعتداءاتها في مدن ومناطق الضفة الغربية منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، والتي خلفت أكثر من 238 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، معظمهم أطفال، فضلًا عن دمار شامل ومحو معظم مدن ومناطق القطاع من على الخريطة.
SOURCE: QUDS PRESS INTERNATIONAL NEWS AGENCY