Search
Close this search box.
Search
Close this search box.

أحمد البخيت.. كان يحلم أن يصبح بطل “أكشن”.. فصار شهيدًا

 كان يحلم منذ طفولته أن يصبح نجما في أفلام الحركة والمطاردة، قلدَ مشاهد الأكشن أمام الكاميرا، تدرب على القفز والملاكمة، واعتنى بلياقته البدنية حتى أصبح وجها مألوفا في قطاع غزة، يشبه بملامحه الصارمة أبطال هوليود أمثال جايسون ستاثام وفان دام، لكن صاروخا إسرائيليا انهال عليه كان أسرع من حلمه.

الشهيد شاب الأسمر أحمد البخيت (36 عاما) من مدينة “دير البلح” وسط قطاع غزة، ارتقى شهيدا بعدما استهدفت طائرات الاحتلال منزله قبيل لحظات من مغادرته للنزوح، لتنتهي قصة شاب طموح لم تسنح له الحياة أن يكمل فصله الأخير فيها.

هوليود من بين الركام

لم تكن غزة المكان الأنسب لحلمٍ بهذا الحجم، فالحصار وإغلاق المعابر وقفت عائقا أمام سفر أحمد للخارج، حيث كان يأمل أن يعرض موهبته على أحد صناع السينما، ويحصل على فرصة تليق بمهاراته اللافتة.

لكنه لم يستسلم، فبدأ بكسر القيد الافتراضي عبر منصات التواصل الاجتماعي، فوثق تدريباته اليومية في الصالات الرياضية، ونشر مقاطع مصورة لإظهار قدراته في الأداء الحركي والقتالي، واستعان بأصدقائه المصورين، وظهر في عدة لقطات احترافية بملابس أبطال الأكشن، حتى لفت انتباه عدد من المخرجين والمبدعين المحليين.

رياضة وتمثيل وتحدي

يقول رفيق دربه المصور بلال سمور لـ”قدس برس”: “منذ الصغر، كان أحمد نموذجا في الانضباط، يبدأ يومه منذ الفجر، يركض مسافات طويلة، يتدرب على الوثب العالي ورفع الأثقال، ثم ينهي يومه بالسباحة، كان رياضيا متكاملا، وعاشقا لكل ما يقربه من حلمه”.

ويضيف “لم تكن الرياضة غايته الوحيدة، فقد احترف القتال اليدوي والملاكمة، ودرس ملامح كبار ممثلي الأكشن حول العالم، كان يعتبر التمثيل وسيلة للهروب من واقع غزة المحاصر، وسلاحا ناعما لمواجهة الاحتلال، وتأكيدا على أن الفلسطينيين قادرون على الإبداع رغم الموت”.

غزة مصنع الأبطال

قال أحمد في أحد اللقاءات الصحفية: “أنا لا أريد أن أكون ممثلا عاديا، بل أريد أن أظهر للعالم أن غزة لا تلد الموت فقط، بل تصنع الأبطال أيضا”.

لكن الحرب اغتالت حلمه، كما اغتالت المئات من شباب غزة، ودفنت معه موهبة كانت تبحث عن نافذة للعالم.

قبل استشهاده، كان أحمد يستعد للنزوح من منزله بعد عملية مفاجئة شنها جيش الاحتلال في مدينة دير البلح، ولكن صاروخا إسرائيليا باغته، لينهي حياة شابٍ لم يعرف اليأس يوما، وظل حتى اللحظة الأخيرة مؤمنا أن للشباب في غزة الحق بأن يحلموا… وأن يعيشوا.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

SOURCE: QUDS PRESS INTERNATIONAL NEWS AGENCY