وجّه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية التحية لدولة الجزائر قيادةً وشعبا، ولحركة مجتمع السلم الجزائرية “حمس” التي تنظم مؤتمرها الثامن بحضور رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ووفد قيادي مرافق له.
وقال هنية خلال كلمته في المؤتمر، إن “الجزائر كانت حاضرةً في التاريخ وفي الحاضر والمستقبل، حاضنةً للقدس والمقاومة، وهي التي شكلت مصدر إلهام لحركات التحرر والمقاومة في المنطقة، وما زالت تشكل مصدر إلهامٍ للمقاومة في فلسطين، ولحركة حماس على وجه الخصوص، واحتضنت إعلان دولة فلسطين على أرض فلسطين التاريخية”.
واعتبر رئيس الحركة أن “الجزائر وقفت سداً منيعاً في وجه التطبيع الصهيوني في المنطقة مع دول إفريقية أصيلة، أمام إمكانية اعتبار الكيان الصهيوني عضوا مراقبا في الاتحاد الإفريقي، وهي التي احتضنت الحوار الفلسطيني على مدار عام كامل، وباستراتيجية الصبر على هذا الحوار، والتوازن الدقيق في المواقف، إلى أن وصلنا إلى إعلان الجزائر”.
وأشاد بحركة مجتمع السلم “حمس” وبفكرها وبرئيسها عبدالرزاق مقري، وبجيلها المؤسس “الذي زرع هذه الشجرة الأصيلة التي يستظل بظلها آلاف الجزائريين”، مضيفا أن “هذا المؤتمر هو حماية لقيم هذه الحركة ومبادئها، ويؤكد أن الإسلاميين جديرون بالشراكة السياسية مع الكل الوطني”.
وأشار هنية إلى أن حركة “حمس” لها “مثلث ذهبي، وهو مستوحى من ثقافة الشعب الجزائري المسلم، ضلعه الأول أنها تنتمي للفكر الوسطي المعتدل، والضلع الثاني أنها انحازت في حالة الصدام للجزائر وللدولة، ولهذا الشعب الذي قدم آلاف الآلاف من الشهداء”.
وتابع: “أما الضلع الثالث فهو مثل كل جزائري وجزائرية منحازة إلى فلسطين والقدس والمقاومة”.
وقال إن هناك “أربع تحولات ومتغيرات إيجابية تخص القضية الفلسطينية، أولها صعود المقاومة المسلحة، واستئناف الدورة الجهادية مجدداً على أرض فلسطين، وخاصةً في الضفة الغربية، التي تعرضت لاستراتيجية جزّ العشب خلال السنوات الماضية”، مشيراً إلى أن “المقاومة في غزة وعلى رأسها كتائب القسام ضاعفت قوتها”.
وأضاف هنية: “أما المتغير الثاني؛ فهو أن الكيان الصهيوني يعيش اليوم أسوأ أحواله، وصراعا داخليا غير مسبوق، وهذا الصراع يشكل تحولاً مهماً”٠
ورأى أن “المتغير الثالث هو التغير في النظام الدولي بسبب الحرب في أوكرانيا، والتي ستكون نتيجتها نظاما عالميا متعدد القطبية”.
واعتبر أن “المتغير الرابع والأخير هو الاتفاق الذي أُعلن عنه بين السعودية وإيران، والذي سيوحد الأمة وهذه المنطقة، وينهي الصراع الداخلي”.
ووجه هنية التحية للشعب الجزائري، وللرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “الذي رعى الحوار الوطني الفلسطيني”، مؤكدا أن “حركة حماس متمسكة بإعلان الجزائر، ومعنية بتطبيقه كاملاً غير منقوص، لأن شعبا تحت الاحتلال يتحرر بالوحدة وبالمقاومة”.
Source: Quds Press International News Agency