للأسبوع الثالث على التوالي، ما يزال وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية وجهود دولية ساري المفعول، دون أرضية ثابتة لمفاوضات التهدئة بينهما حتى اللحظة، ما يثير جملة من الاستفسارات عن مدى جدية حكومة الاحتلال الإسرائيلي في الالتزام بما تم الاتفاق عليه خلال مفاوضات الدوحة والقاهرة.
وبالتزامن مع استمرار اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، والتصعيد في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس المحتلة، ودخول طائرات مسيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي أجواء غزة، فجر الجمعة، أثيرت التساؤلات مجددا حول إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية مجددا، وحول كيفية تعاطي المقاومة الفلسطينية مع المرحلة الحالية، والاستعداد لما هو قادم.
الباحث بالشأن العسكري رامي أبو زبيدة، نوه إلى أن التحركات الجارية على قدم وسام عربيا وإقليميا وحتى دوليا مع المقاومة الفلسطينية تثبت جدية الاحتلال في التهدئة، مضيفا: “الجهود الأوروبية والدولية ليست عبثا وإنما ضغط إسرائيلي لوقف إطلاق النار وإن تظاهر الاحتلال أنه غير جاد بها”.
السر وراء تثبيت وقف إطلاق النار
وأرجع الباحث في الشأن العسكري نية” إسرائيل” في تثبيت التهدئة إلى جملة من الأسباب أبرزها، الأزمات الداخلية لاسيما الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه الإسرائيلي بعد موجة” كورونا”، وفشل الاحتلال في التعاطي معها، والتنافس الحزبي داخل حكومة الاحتلال.
ويرى أبو زبيدة أن الوضع الداخلي المتأزم لحكومة الاحتلال، وعدم تشكيل حكومة مستقرة، وما يواجهه نتنياهو من مساءلات حول ملفات الفساد، وإشكاليات داخلية مرتبطة بالمعركة الأخيرة، وهشاشة التهدئة قد تدفع “إسرائيل” إلى بعض الاحتكاكات الميدانية على الحدود مع قطاع غزة، والإعلان عن مسيرة أعلام مسيرة في القدس المحتلة، واستفزاز المرابطين في ساحات المسجد الأقصى المبارك.
وبين أبو زبيدة أن نتنياهو قد يقدم على بعض التجاوزات في ملف التهدئة، للقفز عن الأزمات الداخلية التي يواجهها.
وأضاف: “الاحتلال حاول الترويج لفكرة ربط ملف الاعمار بملف أسرى جنود الاحتلال لدى المقاومة، بيد أن الاخيرة رفضت الطلب الإسرائيلي وربط المفاوضات بالجنود”.
وقال أبو زبيدة: “إن الجهود المصرية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار، تسير في اتجاه ترسيخ عدم ربط ملف أسرى جنود الاحتلال بإعادة إعمار غزة، وبالتالي فإن موضوع الأسرى لن يتم كما في تجربة جندي الاحتلال جلعاد شاليط، فلكل ملف استحقاقاته تحددها المقاومة الفلسطينية”.
فتح جبهات جديدة مع المحتل
أما عن استعدادت المقاومة للمرحلة المقبلة، فيرى أبو زبيدة أن المقاومة الفلسطينية قادرة على استهداف العمق الإسرائيلي وكل البلدات الفلسطينية المحتلة.
وأضاف: “المقاومة الفلسطينية من تعاملها في المعركة الأخيرة ميدانيا وعسكريا لا تزال حذرة، وهي معنية في الوقت نفسه أن تكون على غير سابقاتها في التعامل مع الاحتلال”.
وأكد أن المقاومة تسعى في الوقت الحالي إلى تغيير الواقع المفروض ظلما على غزة، وإنهاء الحصار الإسرائيلي، وهو ما يعني تغيير التعاطي الفلسطيني مع الاحتلال على الأصعدة كافة، مستدركا: “اتضح في الفترة الأخيرة وجود تنسيق واضح بين كافة محاور المقاومة في المنطقة والإقليم، ويبدو هناك رؤية واضحة في التعامل مع الاحتلال خاصة في المعارك الكبرى والحاسمة مثل القدس واللاجئين والاستيطان والمسجد الأقصى، وبالتالي سيكون هناك دور كبير للمحور في حال تم المساس بالثوابت الفلسطينية”.
Source: Quds Press International News Agency