ما تزال أزمة تأمين الوقود تعصف بلبنان، الأمر الذي دفع بسكان مخيم نهر البارد شمال لبنان، إلى النزول إلى الشارع، نتيجة لعدم استطاعة أصحاب المولدات تأمين الوقود الكافي لتشغيل مولداتهم، وزيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي، وسط موجة الحر الشديد التي تضرب لبنان.
وعمد أهالي مخيم نهر البارد إلى قطع الطريق الرئيسي للمخيم بالإطارات المشتعلة، احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي، مطالبين قيادة الفصائل واللجان الشعبية التحرك لإيجاد حل لأزمتهم.
وليلة الأمس، عقدت قيادة الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية من جهة، وأصحاب المولدات من جهة أخرى، اجتماعا لمعالجة أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ليتم الاتفاق على عدد من النقاط، من بينها مطالبة أهالي المخيم تركيب عدادات يدفع على أساسها المشترك ثمن ما يصرفه، وإلزام أصحاب المولدات الالتزام بتسعيرة الدولة الرسمية، فيما يلتزم صاحب المولد خلال شهر تموز/يوليو بتأمين تغذية كهربائية قدرها 400 ساعة خلال الشهر، ما يعني حوالي 13 ساعة يوميًا.
واتفقت الأطراف على تحديد الأسعار كالتالي: (1 أمبير 100 ألف ليرة)، (2 أمبير 200 ألف ليرة)، (3 أمبير 300 ألف ليرة)، (4 أمبير 450 ألف ليرة)، (5 أمبير 550 ألف ليرة)، و”هي أسعار تعدّ ضعف الأسعار السابقة، ما أثار بلبلة، خاصة أنّ الأسعار تفوق قدرة اللاجئ الفلسطيني، مع انتشار البطالة وغياب فرص العمل”، وفقا لأبناء المخيم.
بدوره، قال المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبد الرحيم الشريف: “راحة الناس ومصالحهم خط أحمر لدينا، والكهرباء حاجة ضرورية وأساسية، فيما يعاني كثر من اللاجئين من جراء انقطاع التيار الكهربائي منهم من هم مرضى وأطفال وكبار بالسن، وإنّ الاتفاق الذي توصلنا إليه حصل بعد جهد جهيد يضمن حقوق الجميع”.
وتابع: “كلجان شعبية وفصائل اجتمعنا مع أصحاب المولدات، واتفقنا معهم على تأمين الكهرباء خلال شهر تموز، على أن نعاود الاجتماع في الخامس والعشرين من الشهر الحالي لدراسة الأوضاع وبحث اتفاق جديد مع أصحاب المولدات، وذلك بالاعتماد على حركة السوق وارتفاع أسعار الوقود والدولار”.
ويسعى أصحاب المولدات على تأمين مادة الوقود من السوق السوداء، وبأسعار خيالية نظرًا لندرتها وعدم توفرها في السوق، لتباع تنكة المازوت الواحدة بحوالي 75 ألف ليرة.
الحال لا يختلف في مخيم البداوي، الكهرباء مقطوعة، وتقنين قاس يمارسه أصحاب المولدات في ظل غياب مادة المازوت، وعدم قدرتهم تحمل تشغيل مولداتهم قرابة 21 ساعة يوميًا، لأنها وُجدت ليتمّ تشغيلها في ساعات قطع كهرباء الدولة التي كانت تتمحور في حدود 14 ساعة يوميًا، وبشكل متفرق، وهو أمر تطور في الشهر الماضي لتغيب معه كهرباء الدولة تمامًا.
وأوضح أمين سر تحالف القوى الفلسطينية في الشمال، بسام موعد، أنّ “أزمة انقطاع لاتيار الكهربائي وندرة مادة الوقود، عامة في لبنان، وقد قام الجيش اللبناني، وبعد أحداث طرابلس في اليومين الماضيين والاحتجاجات التي عمّت نتيجة انقطاع التيار الكهربائي، بتوزيع مادة المازوت وذلك من حصته على أصحاب المولدات في منطقة باب التبانة وبعض الأحياء في مدينة طرابلس، أمر دفعنا للتواصل مع بعض أصدقائنا، والطلب منهم التواصل مع قيادة الجيش بغية تزويد مخيمات الشمال بالمادة أسوة بمدينة طرابلس”.
وحول دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” مع هذه المشكلة، فأوضح موعد، “أزمة الوقود يعنى بها أصحاب المولدات، ما يعني أنّ الأونروا لا دخل لها، كون المولدات شركات خاصة، فيما مشكلتنا مع الوكالة أكبر من ذلك كثير، خاصة مع غيابها عن تأمين الخدمات للاجئين في ظلّ هذا العسر الذي نراه في لبنان”.
وتابع: “مخاوفنا اليوم تتمحور حول عدم استطاعة أصحاب المولدات على تأمين مادة الوقود، مخزونهم اليوم يكفيهم لأسبوع، فيما بعد ذلك لا علم لنا من أين سيتم تأمين الوقود أو إن كان سيتمّ تأمينه”.
وأكد موعد، “هذا لا يعني أن نعفي أنفسنا كفصائل من المسؤولية، لا بدّ للمرجعية الفلسطينية أن تتحرك تجاه الأونروا والدولة اللبنانية لتأمين الحاجات الملحة لأبناء المخيمات”.
Source: Quds Press International News Agency