محلل عسكري: قوة ومدى صواريخ “حماس” محلية الصنع أدهشت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية

أكد محلل عسكري إسرائيلي بارز، أن حجم ومدى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة تجاه المدن والبلدات الإسرائيلية، على مدى 11 يوميا، يُسجل كنجاز نوعي وغير مسبوق لحركة “حماس”، التي استطاعت تطوير صواريخها من مواد أولية وذات استخدام مزدوج على غرار الأنابيب الصناعية، رغم الحصار واغلاق الأنفاق منذ سنوات.

 

وقال عاموس هرئيل في تقرير نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية الصادرة اليوم الأربعاء: إنه خلال الجولة الأخيرة سجلت “حماس”، إنجازًا عمليًا مهمًا من خلال النطاق والحجم الهائل ومستوى الدقة لإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقت تجاه المستوطنات الإسرائيلية، وأظهرت نجاحًا بارزًا في صناعتها للصواريخ المحلية طويلة المدى.

 

وأضاف هرئيل، “هذا الإنجاز يحظى بتقدير كبير من قبل المتخصصين في الجانب الإسرائيلي”، مشيرًا إلى أن هذا النجاح في تطوير صواريخ محلية الصنع في ظل إغلاق مصر للأنفاق منذ سنوات وتقليص عمليات التهريب للحد الأدنى، يمثل انجازًا كبيرًا لحركة “حماس”.

 

وأوضح أنه وفقا لتقديرات المستوى الأمني والعسكري في “إسرائيل”، فإن هذه الصواريخ يتم إنتاجها بشكل منظم وليست ناجمة عن عمل بدائي.

 

ونقل عن مصدر ميداني سابق في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن “حماس” قوله: هذا ليس عدوًا يمكن التقليل من شأنه، فهم لا يتخلفون بشكل خطير عن مطوري الأسلحة في إيران أو حزب الله، ويعملون بشكل جاد للغاية وفي ظروف أكثر صعوبة

 

ولفت إلى أنه خلال جولة القتال الأخيرة التي استمرت 11 يومًا، تم إطلاق 4 آلفا و360 صاروخًا باتجاه “إسرائيل”، بعضها تم إطلاقه من مسافة نحو 250 كيلومتر، وهو أقصى مدى كشف عنه حتى الآن.

 

ويضيف، أنه وبالمقارنةً مع عملية الجرف الصامد (العدوان الإسرائيلي على غزة في صيف 2014)، فقد تم إطلاق حوالي 4 آلاف و600 صاروخ وقذيفة هاو خلال 50 يومًا من القتال، لكن هذه المرة أطلقت حماس ما معدله 400 صاروخ في اليوم أي أكثر من 4 أو 5 مرات من العملية في 2014.

 

وكشف هرئيل عن أن التقديرات لدى المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية،تشير إلى أن “حماس” والمنظمات الفلسطينية الأخرى تمتلك ما يقرب من 15 ألف صاروخ، منها أكثر من ألف في المدى المتوسطة فأكثر إلى 50 كيلو مترًا، وبافتراض ما يقرب من تدمير ألف صاروخ في الهجمات التي نفذت من قبل الجيش الإسرائيلي بغزة، فإنه من المحتمل أن حماس لديها حوالي 60 بالمائة من ترسانتها الأصلية المتبقية، منها المئات قادرة على ضرب وسط “إسرائيل”.

 

وأشار إلى أن “حماس” نجحت في تقديم عروض مهمة خلال الجولة الأخيرة بإطلاق أكثر من 100 صاروخ في أقل من نصف ساعة على عسقلان، أو العشرات على منطقة غوش دان “تل أبيب الكبرى”، حيث حاولت “حماس” من خلال هذا الاستعراض، إظهار ضعف القبة الحديدية واختراقها.

 

وحسب المحلل العسكري الإسرائيلي، بدأت الصناعة المحلية للصواريخ في غزة، مع أوائل العقد الأول من القرن الحالي بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، وتم إطلاق أول صاروخ قسام محلي الصنع تجاه سديروت عام 2001، مشيرًا إلى أن حماس نجحت في تحويل الحدود مع سيناء إلى طريق للتهريب عبر الأنفاق، وذلك بعد انسحاب “إسرائيل” من غزة عام 2005، ثم بدأت الحركة في تحديث أسلحتها من خلال تهريب صواريخ إيرانية مختلفة، قبل أن يتم تهريب صواريخ فجر التي يبلغ مداها 75 كم، وفي عام 2012 أطلقت حماس أول صاروخ منه على تل أبيب.

 

ويضيف، وبعد عام في صيف 2013، توقفت عمليات التهريب بشكل كامل بعد تغيير نظام الحكم في مصر، وتم لاحقًا إغلاق الأنفاق، فأصبحت “حماس” تعتمد على الصواريخ المحلية، وبدأت بإجراء عشرات التجارب لتحسين أداء هذه الصواريخ وتطوير مداها.

 

ونقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها: إن “حماس” تحاول إنتاج المزيد من الصواريخ، وزيادة مداها لتكون أكثر فتكًا، من خلال تحسين دقتها لما لذلك من أهمية إستراتيجية، وإمكانية ضرب مواقع حساسة مثل مطار اللد “بن غوريون”، وقواعد سلاح الجو الإسرائيلي ومحطات الطاقة والموانئ التي تم قصفها بالفعل أثناء الجولة الأخيرة.

 

وأشار إلى أن هناك قلق فعلي في “إسرائيل”، من جهد “حماس” في تحسن دقة صواريخها، ولذلك ركزت في الجولة الأخيرة على تصفية قيادات مهمة في “حماس” تعمل على تطوير هذه الصواريخ ويقودون مشاريع الحركة لتطويرها بشكل أكبر، وكان الهدف من تلك الاغتيالات منع جمال الزبدة وجمعة الطحلة من تحقيق مثل هذا الانجاز..

 

ووفقًا للتقرير، فإن بعض القائمين على تطوير مشروع أسلحة “حماس” هم أشخاص مدربون رسميًا، وحاصلون على درجة الدكتوراة في الدراسات الهندسية بالخارج، ومنهم أكاديميون من ذوي الخبرة العلمية، وهناك مجموعة أخرى لم تدرس بالخارج لكنهم انخرطوا في تطوير الأسلحة منذ 20 عامًا وأصبحوا أكثر تقدمًا بشكل تدريجي.

 

وأكد أنه يتم تطوير الكثير من المعرفة التكنولوجية داخل القطاع، وتساعد إيران و”حزب الله” اللبناني من بعيد، لكن هناك مجالات خاصة منها القدرة على الارتجال في تطوير صواريخ وفق مواد أولية ومتوفرة تجاوز فيها خبراء التصنيع بـ “حماس” رفاقهم في إيران و”حزب الله”، وهذا يجعل من أسلحة “حماس” المحلية في طبيعتها تختلف عن الأسلحة الإيرانية والعربية، ويتم صناعتها من أنابيب تحصل عليها “حماس” بصورة أو أخرى رغم منع “إسرائيل” إدخالها إلى غزة.

 

وأضاف: “حماس تسعى لجعل إنتاجها معياريًا قدر الإمكانية وبصواريخ ذات أرقام تسلسلية، ويتم وضع لون معين وشعار وتصميم رسومي وبأسماء مختلفة لكل صاروخ، وهذا ما يثير الدهشة أحيانًا لدى إسرائيل”.

 

يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شنّ على قطاع غزة 4 حروب، الأولى عام 2008 واستمرت 21 يوما، والثانية عام 2012 واستمرت لمدة 8 أيام، والثالثة عام 2014 واستمرت 51 يوما والرابعة عام 2021 واستمرت 11 يوما.

 

Source: Quds Press International News Agency

Back To Top