رأى الكاتب الفلسطيني رأفت مرة، أن يوم العاشر من شهر أيار/ مايو الحالي، كان يومًا تاريخيّا في مسيرة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح مرة في قراءة أعدها حول عملية “سيف القدس”، والتي انطلقت الإثنين الماضي، أن حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وقوى المقاومة، حددت للاحتلال توقيت الساعة “18 مساء”؛ ليتوقف عن اقتحام المسجد الاقصى المبارك، وعن ترحيل أهالي حي الشيخ جراح في القدس.
المقاومة تنفذ وعدها
وبيّن مُرّة أن الاحتلال حاول المناورة؛ “فنفذت المقاومة تهديدها”، ولفت إلى أن الاحتلال كعادته، “ردّ باستهداف المدنيين في قطاع غزة، فردت المقاومة وتصاعد الموقف إلى ما وصلنا إليه اليوم”.
ومستعرضًا أبرز ما حققته “سيف القدس”، قال مرة: “خلال أسبوع من المواجهة مع الاحتلال، قصفت المقاومة بالصواريخ بكثافة، عددا من أهم المدن الصهيونية مثل (تل ابيب)، وغطت صواريخها كامل الأراضي الفلسطينية، وعطلت الحياة داخل المجتمع الإسرائيلي، ووضعت ثلاثة ملايين مستوطنًا في الملاجىء، وشلت المرافق العامة، وعطلّت الملاحة الجوية، وألحقت اضرارا كبيرة بالاقتصاد والبورصة والقطاع السياحي”.
وأضاف: “المقاومة الفلسطينية، وخلال هذا الأسبوع، أطلقت رشقات متواصلة من الصواريخ على أهم المدن والمستوطنات؛ فأدخلت الرعب في قلوب المستوطنين، وكشفت هشاشة منظومات الدفاع كالقبة الحديدية، وأفقدت المجتمع الصهيوني الشعور بالأمن والاستقرار، كما أفقدته الثقة بالحكومة والمؤسسة العسكرية والأمنية، خاصة بعدما فشل الاحتلال في صدّ الصواريخ، أو تنفيذ عملية برية، أو تحقيق إنجاز عسكري مهم، أو حماية مجتمعه، أو طمأنته”.
تحولات نوعية
وجاء في “قراءة مُرة لمنجزات المقاومة النوعية”، أن “إنجازات كتائب القسام وقوى المقاومة في فلسطين، ترافقت مع تحولات نوعية في عدة محاور”، مشيرًا إلى تواصل الانتفاضة في القدس، وتعزيز أهالي حي الشيخ جراح موقفهم الصمودي المتميز، وانطلاق انتفاضة شعبية عارمة في عشرات المدن والقرى الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، “بشكل لم يحصل مسبقا”، وتصدي الفلسطينيين لشرطة الاحتلال واعتداءات المستوطنين، وإعلانهم دعمهم الواضح للقدس والأقصى والمقاومة؛ “ليشكل هذا التطور، تحوّلٌ نوعيٌّ في مسيرة الصراع، أفقد الاحتلال القدرة على التعامل معه”، وفقًا لمرة.
وتابع: “ثم جاءت انتفاضة الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي ثارت بشكل جماعي في مختلف المدن، وقدّمت عددا من الشهداء، وتكاملت مع صمود غزة وانتفاضة القدس و(الـ48)، وأربكت الاحتلال”.
وعدّ مُرة، تظاهر الفلسطينيين في لبنان والأردن على السياج الحدودي مع فلسطين، ومحاولتهم اختراق الحدود، وإطلاق صواريخ من لبنان وسوريا باتجاه فلسطين المحتلة، وتظاهر الفلسطينيين في أوروبا وكندا وأمريكا بشكل كبير، بالتزامن مع حراك شعوب عربية وإسلامية دعمت المقاومة والانتفاضة، “إنجازات إضافية للمقاومة في غزة”.
ورأى في بروز موقف دولي، يحمّل الاحتلال المسؤولية عما وصلت إليه الأمور، وصدور عدة مواقف رافضة لاقتحام الأقصى، أو ترحيل أهالي حي الشيخ جراح، “منجزات نوعية أخرى تضاف لما حققته المقاومة”.
إنجازات مهمة
وشدد مرة على أن المقاومة والشعب الفلسطيني، حققا إنجازات مهمة من خلال الصمود والتضحيات التي قدموها، موضحًا أن العالم شاهد الاحتلال الإسرائيلي وهو يرتكب جرائمه بشكل مباشر على الهواء، مستهدفا المدنيين والمرافق الحكومية والأحياء السكنية، حيث قتل حوالي 400 طفلًا.
وأردف: “حقق الفلسطينيون انتصارات إعلامية، والعالم يشاهد صمود الشباب في القدس، وبسالة أهالي حي الشيخ جراح، وتضحيات أهالي غزة، وتدمير الأبراج التي تحتوي على مقرات وسائل الإعلام الدولية”.
وبيّن مرة، أن بعد أسبوع من بدء عملية “سيف القدس”، ظهر الاحتلال الإسرائيلي ضعيفا فاشلا، يقصف أهدافا مدنية فقط، عاجزًا عن التوغل البري، أو وقف الصواريخ، أو حماية المستوطنين، أو منح الثقة للمجتمع، وأن كل خيارات الإسرائيلي: “السياسية والعسكرية، فاشلة وعديمة الجدوى”.
ولفت إلى أن الفلسطينيين والمقاومة، وضعا القضية الفلسطينية على قائمة اهتمامات العالم، وأسقطا محاولات الاحتلال تهويد القدس، أو تغيير طابع المسجد الأقصى المبارك، وإلى توحد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج حول مشروع المقاومة، وضرب الاحتلال في العمق، وكشفا ضعف وهشاشة الاحتلال.
فشل مشروع التنسيق الأمني
وخلص مرة إلى أن الفلسطينيين أسقطوا صفقة القرن وكل مشاريع التسوية، وأظهروا فشل مشروع التنسيق الأمني وخيار التطبيع، وأن الشعوب العربية ترفض الاعتراف بالاحتلال، وتدعم المقاومة.
وقال: إن “السلطة الفلسطينية ظهرت ضعيفة وعاجزة ومهمشة سياسيّا وديبلوماسيّا وشعبيّا، حتى على الصعيد الدولي، وإن قيادتها لا تحظى باحترام وثقة الفلسطينيين، وإن هؤلاء يثقون بحماس والقسام، ومحمد الضيف”.
وذهب مرة إلى أن ذكرى النكبة التي جاءت هذا العام على وقع عملية “سيف القدس”، حملت بشائر التحرير والعودة وإزالة الاحتلال، معربًا عن تقديره للشهداء والجرحى الذين رسموا هذا المشهد، واصفًا إيها بمشهد “التحرير والعودة”.
Source: Quds Press International News Agency