دعا الاتحاد الأوروبي، السبت الماضي، سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إلى التحرك واتخاذ خطوات عاجلة لوقف التصعيد في مدينة القدس المحتلة.
وانتقد الاتحاد الأوروبي في بيان، اعتداء شرطة الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى، مبديًا قلقه من قرار السلطات الإسرائيلية إجلاء عدد من العوائل الفلسطينية قسريا من منازلهم في حي الشيخ جراح وغيره من أجزاء “القدس الشرقية”.
القدس محتلة
وبيّن القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، ماجد الزير، أن الدول الأوروبية تعتبر “القدس الشرقية” محتلة، وأن “أي ممارسات إسرائيلية داخل القدس، مخالفة للقانون الدولي”.
وأشار في حديث لـ”قدس برس”، إلى الدول الأوروبية ترفض أي إجراءات تهجيرية من قبل الاحتلال في القدس، مستشهدًا بموقف “الاتحاد الأوروبي”، عندما قرر الرئيس الأمريكية السابق دونالد ترمب الاعتراف بالقدس “عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، ونقل السفارة من تل أبيب إلى القدس الشريف”.
ولفت الزير إلى أن “الموقف الأوروبي الرسمي الرافض لإجراءات الاحتلال الأخيرة مهم، إلا أن الموقف الأوروبي الشعبي والإعلامي ليس على مستوى الحدث بشكل جامع”.
ويعزو الزير غياب التفاعل الشعبي والإعلامي إلى الانشغال بشكل عميق في أزمة “كورونا” وتداعياتها، لكنه يستدرك: “الحدث دخل في السياسة الأوروبية بشكل واضح، وتفاعلت معه الدول الأوروبية بشكل متقدم، ويمكن أن يستثمر استثمارا حقيقيا من قبل أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأكد أن الدول الأوروبية “معنية بحل الدولتين، وتعتبر القدس عاصمة للدولتين وخاصة القدس الشرقية، وهي ملتزمة بالقانون الدولي في هذا المجال وهي حساسة جدا للإجراءات الإسرائيلية”.
ورأى الزير أن من الممكن، وضع دولة الاحتلال في حرج، باستثمار هذه المواقف الواضحة، مشيرًا إلى أن كتاب أوروبيون عبروا عن موقفهم باتجاه رفض خطوات دولة الاحتلال بشأن ممارسات بحق حي الشيخ جراح، وبحق المصلين والمسجد الأقصى.
وأوضح أن الدول الأوروبية، تخشى من حالة عدم الاستقرار في فلسطين، ومن اندلاع انتفاضة، حتى لا تتضرر مصالحها بشكل كبير، و”لذلك دفعت الدول الاوربية باتجاه الانتخابات الفلسطينية، وقدمت تسهيلات لوجستية بالدعم المالي، وفتح مقارها في القدس لإجراء انتخابات للمقدسيين”.
وشدد الزير على ضرورة استثمار الموقف الأوروبي، من قبل فلسطينيي أوروبا لصالح الضغط على دولة الاحتلال، ودفعها إلى التراجع عن ممارساتها اللاقانونية.
وبيّن أن التقارير التي صدرت عن المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة، اعتبرت الممارسات الإسرائيلية، انتهاكًا للقانون الدولي، وجرائم حرب بحق الشعب الفلسطيني.
ونوه إلى أن الموقف الفلسطيني المتماسك هو حجر الزاوية في الموقف الأوروبي، وبالتالي فإن موقف المقدسيين هو الأساس والمحور الذي صعب من محاولة العدو الصهيوني، الاستفراد بهم في حي الشيخ جراح.
التعويل على الفلسطينيين
بدوره، أوضح رئيس منتدى التواصل الأوربي الفلسطيني، زاهر بيراوي، أن الموقف الرسمي لبريطانيا هو اعتبار “القدس الشرقية” تحت الاحتلال، وبالتالي لا يجوز أي تغيير فيها من طرف واحد وبلا اتفاق. و”لكنها غير مستعدة لان تضغط على دولة الاحتلال لمنعها من جرائمها في المدينة المقدسة، وهي تكتفي بالتحذير من تداعيات التصعيد على السلام”.
وأشار إلى أن الموقف الرسمي الأوروبي متقدم على الموقف البريطاني وعلى الموقف الأمريكي.
وتابع: “أكد الاتحاد الاوروبي إن إجراءات دولة الاحتلال في القدس غير قانونية، ولكن ايضاً عندما يتعلق الامر بخطوات عملية تجدهم أجبن من اتخاذها، إذا لم نقل انهم متواطئون مع الاحتلال”.
وأضاف: “الخوف الأساسي الذي يجعل الأوروبيين والأمريكان، ينتقدون أحيانا، ويطالبون بعدم التصعيد، هو خوفهم من انفلات الامور وارتدادها سلبا على دولة الاحتلال وبالتالي على مصالحهم”.
وعن مدى التعويل على الموقف الأوروبي، قال بيراوي: “التعويل يجب أن يكون على أبطال القدس، وأهلنا في الضفة ومناطق الـ48، وأهلنا في غزة العزة، وعلى شعبنا في كل أماكن وجوده”.
مشيرًا إلى أن قوة الشعب الفلسطيني وصموده، هي الأصل الذي يجبر الاحتلال وداعميه على التراجع.
وأكد: “نعول على حملات الضغط المحلية في الغرب، ونجتهد في ذلك لعلها أيضا تدفع باتجاه مواقف اوروبية أكثر توازنا وأكثر تأثيرا لصالح الشعب الفلسطيني”.
Source: Quds Press International News Agency