على مدار ساعات طويلة من الليل، أطلقت طائرات ودبابات وبوارج الاحتلال مئات القذائف على شمالي قطاع غزة بشكل عام، والشريط الحدودي بشكل خاص، أسفر عن وقوع عشرات الشهداء، وتدمير هائل بالمنازل والبنى التحتية، بعد فشله في وقف اطلاق صواريخ المقاومة.
ورغم مواصلة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية التحليق بشكل دائم في سماء القطاع، إلا أن ذلك لمن يمنع المقاومة الفلسطينية من أطلاق مئات الصواريخ باتجاه المدن والبلدات الإسرائيلية.
وذكر مراسل “قدس برس” إن قوات الاحتلال اتبعت “سياسة الأرض المحروقة” شمال قطاع غزة من خلال ثلاث محاور.
وأوضح أن تلك القوات بدأت بقصف عشوائي ومكثف على سكان القرية البدوبة شرقي بلدة “بيت لاهيا” وهو المحور الأول.
وأضاف، استمر هذا القصف على مدار الساعات الماضية، تسبب في سقوط 6 شهداء وعشرات الجرحى ودمار كبير في منازل القرية البدائية وتهجيرهم.
وأشار إلى أن المحور الثاني من هذه العملية كان في قصف مركّز على شرقي بلدة “بيت حانون” بالقذائف المدفعية وعلى مدار ساعات.
وأكد على أن هذا القصف تسبب في إصابة 50 فلسطينيا بجراح تم نقلهم إلى مشفى “بيت حانون”.
أما المحور الثالث – بحسب مراسل “قدس برس” – فكان استهداف منطقة العطاطرة شمالي غرب بلدة بيت لاهيا وحصار حوالي 30 عائلة في هذه المنطقة بالقصف من البحر والجو لتتوج بمجزرة بحق إحدى عائلات هذه المنطقة حيث استشهد 4 فلسطينيات في هذا القصف.
وبالتزامن مع قصف هذه المحاور الثلاثة، شرعت مدفعية الاحتلال بإطلاق عشرات القذائف المدفعية على طول الشريط الحدودي الشرقي والشمالي لتشكيل حزام ناري في تلك المناطق.
وأطلق الاحتلال تسريبات حول بدء التدخل البري، ضمن هدفها بشن حرب نفسية، رغم أن دبابات الاحتلال لم تتقدم خطوة واحدة تجاه غزة، بحسب وسائل الاعلام العبرية.
واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن الهدف من هذه العملية شمالي قطاع غزة منع المقاومة من الاستمرار بالقصف الصاروخي بشكل مكثف ومركز.
وشدد مرداوي في مقال له أن الاحتلال شن حربا نفسية لبث الرعب والخوف بين السكان ليخلوا مناطق سكناهم ويضغطوا على القيادة للتأثير على قراراته.
وأكد أن الاحتلال هدف من هذه العملية ضرب أي شبكة أنفاق في المناطق المستهدفة وتدميرها لعدم استخدامها في الإمداد والإنزال خلف الخطوط، وإرباك المجاهدين والتشويش على خططهم وإضعاف الحالة المعنوية لديهم، والتغطية على تنفيذ مهمات محدودة على الحدود بمفارز تحت غطاء القصف لالتقاط صورة أو تحقيق مهمة لها علاقة بهدف موضعي تكتيكي.
واعتبر مراودي لجوء الاحتلال لهذه السياسة هو لعدم وجود هدف سياسي سوى الحصول على الهدوء.
وقال : “هذا لا يبرر بمعركة طويلة، فبالتالي يريد (نتنياهو) إنهائها على وجه السرعة، ولممارسة الضغط على المقاومة والمجتمع الدولي لتوفير الأجواء المطلوبة لإنهاء المعركة بدون خسائر سياسية مرفوضة على مستوى الجمهور الإسرائيلي، ومنع المقاومة من الحصول على صورة نصر تتفاخر فيها وتنهي هذه الجولة تتويجاً بنصر من خلالها، ومحاولة الحصول على صورة نصر من خلال خطأ لقائد بارز ومشهور إعلامياً يقع في مرمى نيران العدو يمثل صورة تمكنه من إقناع الجمهور الإسرائيلي بصوابية وصحة موقفه وكأنه صاحب اليد العليا”.
وعن الصعوبات التي يواجهها الاحتلال والتي أدت إلى هذه الهمجية واستخدام القوة النارية بهذه الكثافة قال مرداوي ان هذه الصعوبات تمثلت في صدمة الجمهور الإسرائيلي من فشل التقدير لموقف المقاومة وشجاعتها في اتخاذ القرار، وأداء المقاومة المنضبط والمنسجم ما بين أهدافها وخطابها، و غياب الرؤية والهدف للمعركة لدى الاحتلال، وتصدر موقف الجمهور للحكم على المشهد وطبيعة الخروج منه بعد صواريخ تل أبيب رداً على تدمير الأبراج السكنية.
وطالب المقاومة وجمهورها الوعي التام بمخططات الاحتلال، وعدم الاعتماد على كل ما يصدر منه فهو يدخل في الحرب النفسية وضرب الحالة المعنوية للجبهة الداخلية، وعدم الوقوع في شباك التضليل، فكل ما يصدر عنه يخدم أهدافه بضرورة السرعة في إنهاء المعركة والخروج الآمن منها وتهيئة الجو والمناخ المناسب والخادم لسياسة الحكومة والحافظ لما تبقى من ماء وجهها، مشددا على ضرورة الالتزام بتوجيهات المقاومة.
ومنذ الإثنين، استشهد 119 فلسطينيا، بينهم 31 طفلا و19 سيدات، وأصيب 830 بجروح جراء غارات إسرائيلية متواصلة على غزة، فيما سقط 4 شهداء ومئات الجرحى في مواجهات بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق مصادر فلسطينية رسمية، بينما قُتل 7 إسرائيليين على الأقل في قصف صاروخي شنته فصائل من غزة.
Source: Quds Press International News Agency