شدد باحثون فلسطينيون على ضرورة دعم صمود المقدسيين، لافتين إلى أن ثبات أهالي القدس في أراضيهم؛ لا يمكن أن يستمر بدون دعم حقيقي مالي ومعنوي.
جاء ذلك في ندوة عقدت السبت، حول انتهاكات الاحتلال في القدس ومخاطر التهجير والتهويد، ضمن فعاليات مؤتمر فلسطينيي أوروبا التاسع عشر.
وقال حاتم عبدالقادر، عضو المجلس التشريعي ووزير القدس السابق، وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، إن أهمية القدس ليست فقط دينية أو تاريخية، فـ”هي أيضًا الواصلة بين أراضي الضفة الغربية، ولا يمكن الوصول لأراضي الضفة بدون القدس، ولذلك يحاول الاحتلال عزلها عبر إيجاد فاصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
وأضاف: “نعتقد أنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية مترابطة جغرافياً، دون أن تكون القدس عاصمة لها، وهنا مكمن الأهمية الجغرافية، وهي أهمية حاسمة”، مطالبًا السلطة الفلسطينية بأن “تقف عند مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، سيما وأنها تعتبر القدس عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية”.
بدوره؛ شدد رئيس جمعية الدراسات العربية من القدس المحتلة، مازن الجعبري، على أن “هبة القدس الأخيرة، استطاعت أن تستنهض التضامن العربي والإسلامي، بعد أن هُمشت القضية الفلسطينية والقدس، وكأن القدس كانت موضوعاً فلسطينياً صرفاً”.
واستهجن “محاولات بعض الدول العربية القفز عن موضوع القدس والقضية، من خلال توقيع أربع دول عربية اتفاقيات تطبيع مع الكيان المحتل”، لافتا إلى أن “من أهم ما حققته الهبة الأخيرة؛ إعادة توحيد الهوية الفلسطينية كهوية جامعة في فلسطين، وفي الشتات الفلسطيني أيضا”.
من جهته؛ أكد الكاتب والصحفي الفلسطيني، راسم عبيدات، أن الاحتلال يعمد إلى ثلاث استراتيجيات للسيطرة على المدينة المقدسة، وهي توسيع الاستيطان والسيطرة على الأرض والاستيلاء على المباني الفلسطينية، وكذلك السيطرة على ما تحت الأرض من خلال الأنفاق التي يجري حفرها تحت المسجد الأقصى وحوله، وفي بلدة سلوان القريبة من الأقصى”.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الثالثة تتمثل في السيطرة على الجو من خلال القطار الطائر والتلفريك، مضيفًا أن الاحتلال عندما يغلق كل بوابات القدس ويعزلها عن شمال وجنوب القدس؛ يلغي أي احتمال لما يسمى بحل الدولتين، فهو لم يبقِ أرضاً حتى تقام عليها هذه الدولة”.
وأضاف عبيدات أن “هناك من يعيش أوهام العودة إلى المفاوضات من أجل المفاوضات”، لافتا إلى أن “27 عاما من هذا الخيار العبثي عبر اتفاق أوسلو؛ فشل فشلاً ذريعاً”.
من جانبه، أكد رئيس مؤسسة أوروبيون من أجل القدس، محمد حنون، أن “البعد الجغرافي لا يمكن أن يقف عائقاً أمام أداء الفلسطينيين في الشتات واجبهم تجاه مدينتهم المقدسة.
ولفت إلى أن “مؤسسة أوروبيون من أجل القدس، ومعها عشرات المؤسسات الفلسطينية، تعمل باستمرار وعلى مدار الساعة، من أجل تعزيز صمود المقدسيين، والتعريف بمعاناتهم.
وأضاف حنون أن “الماكينة الإعلامية الصهيونية تعمل بكل طاقتها في أوروبا، لتغيير وتزييف الحقائق، والتعريف بأن القدس عاصمة إسرائيل، معززة ذلك بالقرار الأمريكي”، مشددًا على ضرورة “مواجهة اللوبيات الصهيونية الإعلامية والسياسية”.
وكان مؤتمر فلسطينيي أوروبا الأول، قد انعقد في لندن عام 2003، ثم تنقل بعد ذلك عبر عدد من العواصم والمدن الأوروبية بشكل سنوي دون انقطاع، وكان آخرها في العاصمة الفرنسية باريس في نيسان/أبريل 2020، وتم إلغاؤه بسبب جائحة كورونا.
Source: Quds Press International News Agency