عشية الأعياد اليهودية، والتي تبدأ يوم غد الاثنين، اقتحم مئات المستوطنين اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية أمنية من قبل شرطة الاحتلال، التي منعت بدورها دخول الفلسطينيين منطقة “باب الرحمة” شرقي المسجد الأقصى.
وأدى المستوطنون رقصات وطقوساً تلمودية، خلال اقتحامهم للمسجد الأقصى، متعمدين المرور من البلدة القديمة كخطوة استفزازية للفلسطينيين الذين واجهوا هذه الطقوس بالتكبير.
وأوضح الباحث المتخصص في علوم القدس والمسجد الأقصى، عبدالله معروف، أن تمكن الجماعات اليهودية المتطرفة من تطبيق رؤيتها هذا الموسم “يعني قدرتها على الانتقال إلى مرحلة أداء القرابين داخل المسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف معروف في حديث مع “قدس برس” أنه “تفترض الجماعات المتطرفة قدرتها على نفخ البوق داخل المسجد الأقصى المبارك، وإدخال القرابين النباتية، وإن تم ذلك، فإنها ستنتقل إلى إدخال القرابين الحيوانية، والذي بدوره سيؤدي إلى الانتقال إلى المرحلة التالية مع إكمال كافة الطقوس داخل المسجد الأقصى المبارك”.
وتوقع معروف “أن تطالب هذه الجماعات بموطئ قدم دائم وهو جزء من المنطقة الشرقية في المسجد الأقصى المبارك، أو التسوية الجنوبية الغربية والتي تقع بين الجامع القبلي وباب المغاربة”.
وأشار معروف إلى أن المسجد الأقصى المبارك بات في صلب الدعاية الانتخابية لمختلف الأحزاب الإسرائيلية، “فالمسجد الأقصى هو العنوان الوحيد الذي لم تتمكن سلطات الاحتلال حتى الآن من تجاوزه بالرغم من مرور أكثر من 74 عاما على إنشاء دولة الكيان، ومرور 55 عاما على احتلال الأقصى”.
وشدد على ضرورة إدراك خطورة الموقف فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، وأن “ما يجري الآن في المسجد الأقصى المبارك لا يعني نهاية القصة، حتى لو تمكن الاحتلال من تقسيم المسجد الأقصى المبارك لا قدر الله، لأن القضية الأساسية بالنسبة للاحتلال هي إخراج المسلمين منه وتغيير طبيعته بالكامل”.
ويرى رئيس لجنة المتابعة العليا “الممثلة للقوى السياسية الفلسطينية في الداخل الفلسطيني” توفيق محمد، أن “المسجد الأقصى المبارك عصيٌّ على التقسيم الزماني والمكاني رغم اقتحامات المستوطنين، والتي تتصاعد مرة بعد مرة من ناحية الأعداد والإجراءات وتسهيلات الاحتلال”.
وأضاف في حديث مع “قدس برس” أن ما يحصل الٱن من قبل الأحزاب السياسية المختلفة التي تأتي على يمين الخارطة السياسية في إسرائيل، يشبه “اقتحام أرئيل شارون (رئيس وزراء الاحتلال الأسبق) للأقصى عام ٢٠٠٠، عندما كان رئيساً للمعارضة الإسرائيلية، وكيف استطاع توظيف الرؤية الدينية والسياسية للاجماع الصهيوني تجاه المسجد الأقصى لصالح حملته الانتخابية”.
ويرى محمد أن زج المستوطنين في اقتحام المسجد الأقصى المبارك “يأتي في سياق استراتيجية تتبناها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، التي يقودها اليمين أو اليسار الإسرائيلي”.
وأكد أن المقدسيين “تمكنوا خلال الهبات السابقة من إحباط سياسات الحتلال إلا أنهم لا يمكنهم التحرك خارج الإطار “القانوني” الذي فرضه الاحتلال، وبالتالي هم سيستمرون بالاعتصام والتواجد في ساحات المسجد الأقصى المبارك ولايملكون أكثر من ذلك.
وشدد على ضرورة أن يقف العالم العربي والإسلامي والتحرك على كافة الصعد لإبقاء قضية المسجد الأقصى في الفضاء العام، مؤكدا أن المسجد الاقصى المبارك حق للأمة كلها، وليس حقاً خالصاً للفلسطينيين؛ وإن كانوا هم المؤتمنون عليه.
وتستعد “جماعات الهيكل” المزعوم لتنفيذ سلسلة من البرامج التهويدية واقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، بمناسبة موسم الأعياد اليهودية الذي يبدأ بتاريخ 26 أيلول/سبتمبر الجاري، ويستمر حتى تشرين الأول/أكتوبر القادم.
كما يستعد المستوطنون، في 5 تشرين الأول/أكتوبر القادم، الذي يوافق “عيد الغفران” العبري، لاقتحام المسجد الأقصى بأعداد كبيرة وأداء طقوس تلمودية، تشمل “النفخ بالبوق” والرقص في الكنيس القريب من المدرسة التنكزية في الرواق الغربي للمسجد.
وتوافق الأيام بين 10 و17 من ذات الشهر ما يسمى بـ”عيد العُرُش” التوراتي، حيث يحرص المستوطنون خلاله على إدخال القرابين النباتية إلى “الأقصى”، وهي أغصان الصفصاف وسعف النخيل وثمار الحمضيات وغيرها.
Source: Quds Press International News Agency